كيف تكتب مقترح بحث ناجح بعشر خطوات
مقالة ومحاضرة للدكتور عادل الصالحي
استشاري علم النفس الإكلينيكي وعلوم العلاج النفسي والعصبي
2004/2005
سواء أردنا أم لم نرد، ومهما كانت فكرة بحثنا مهمّة، أو جديرة بالاهتمام، ومهما كانت النتائج المتوخاة من هذا البحث بعد إجرائه مفيدة علمياً وعملياً، ففي كلّ الأحوال يجب أن نكون قادرين على كتابة مقترح فاعل ومؤثر لهذا البحث.. حتى يكتب له أو لهذه الفكرة القبول والنجاح. لاسيما إذا أردنا تقديم هذا المقترح لغرض الحصول على شهادة عليا أو المشاركة في مؤتمر أو ندوة أو قبوله لغرض الحصول على منحة مالية بحثية أو لأغراض الترقية العلمية..
وهذه المقالة، محاولة متواضعة تظهر لك بالتدريج بعشر خطوات، كيف تكتب مقترح بحثك بنجاح ليكون مقترحاً مؤثراً في من يقرأه ويطلع عليه… إذ ستتعلّم هنا عشر خطوات بسيطة ومثبتة لمساعدتك أن تخلق عرض لمقترح بحثك Presentation Proposal يجعلك فخوراً بتقديمه، وليظهر نقاط القوة والتأثير في فكرتك لإجراء هذا البحث وسيكون الحاضرون سعداء لحضور إلقاءك لهذا المقترح وسيكون مانحي التمويل لبحثك موافقين عليه…
الخطوة الأولى: العنوان:
الهـدف من الخطوة: كتابة عنوان بحث ذكي قابل للتسويق Marketing-savvy:
كيف نفعل ذلك…؟
قم بصياغة عنواناً جذّاباً وقصيراً يثير الحاضرين ويدفعهم إلى قراءة العنوان الثانوي (إن وجد). أكتب عنوان ثانوي بليغ ووصفي بحيث يجعل القارئ يتفاعل معه باستعمال كلمات قليلة كلما كان ذلك ممكناً، فعلى عنوانك الرئيسي وعنوانك الثانوي أن يولّدا فضولاً كافياً لدى الحاضرين حتى يرغبوا في قراءة وصفك للبحث.
أين تكمن البراعة..؟
تكمن في كتابة العنوان للحضور المتوقّع – لجذب انتباههم وتحفيز فضولهم وحماسهم. أما صياغة العنوان الثانوي فيجب أن يكون متوافقاً مع مراجع مقترح البحث – تأكّد من أنّ هذا العنوان يصف البؤرة الرئيسة والفائدة المتوخاة منه في التعبير عن فكرة البحث بشكل احترافي لا لبس فيه.
أمثلة لعناوين فاعلة:
”بصمة الصوت وعلاقتها باضطرابات الشخصية“
”كيف تكتب مقترح بحث ناجح بعشر خطوات“
“Voice Print & Its Relationship with Personality Disorders”
أمثلة لعناوين تخلق بعض المشاكل:
”الدخول إلى الإبداع من خلال ثلاثة مفاهيم للمصفوفة الاهتزازية الإنسانية“ (مقيمو المقترح هنا قد لا يكونوا مطلعين وذوو علم بهذا التعبير).
“استعمال التنويم المغناطيسي وEMDR مندمجاً مع العلاج بالطاقة في معالجة الاضطرابات العصامية“ (عنوان طويل جداً..!!)
”اضطرابات ما بعد الضغوط الصدمية PTSD و اضطرابات التغذية“ (مبهم جداً)
الخطوة الثانية: الوصف:
الهـدف من الخطوة: الحصول على إثارة الحاضرين لقراءة الوصف (وصف البحث وأهميته) بدون ملل وتوقف حتى النهاية.
كيف نفعل ذلك…؟
في 50 كلمة (أو أقل إن كان ذلك هو المطلوب)، أخلق سلسلة متواصلة من الأفكار المثيرة للاهتمام والمصاغة بحيث تولّد الحماس بدون استعمال مصطلحات صمّاء لا يفقهها القارئ، والتي تساعد الحاضرين (في مؤتمر معين مثلاً) على أن يكتشفوا فكرة هذا المقترح وأهميته وأن تدفعهم إلى الموافقة على المقترح حتى قبل أن يكملوا قراء المقترح بأكمله.
أربعة أسرار لصياغة الكلمات:
- أجعل اختيارك للكلمات موجهاً نحو المنفعة بشكل مباشر لا لبس فيه Direct to the Point ما الشيء الذي سيتعلمه الحضور ويأخذونه معهم عند الخروج.
- استعمل تعابير حماسية، غير مبالغ فيها قدر الإمكان (تكلم حول روعة بحثك ونتائجه المتوخاة – تذكر أن الوصف هنا هو معلومات وليست مادة إعلانية).
- قم بالتركيز على المفاهيم Concepts التي ستغطيها أكثر من تركيزك على كيفية تغطيتها (فقولك أنّك ستقوم بتعليم الحاضرين “كيف يمكن“ ستقابل بالرفض الفوري من المراجعين النفسانيين).
- طريق واحد للدلالة على “التعلّم التجريبي” بدون استعمال عبارة صعبة مثل “كيف يمكن” هو أن تستعمل بدلاً عنها كلمة “إيضاح”. استعمل التعابير التي تؤكّد المفاهيم، وتذكر أن الاعتبارات الأخلاقية سينظر إليها بقبول من القارئ.
أمثلة لكلمات فاعلة:
التخطيط للعلاج، نظرة عامّة تصورية سريعة للتقنية العاطفية العصبية (شبكة)، فرويد يكرّر نفسه، العاطفة والجنس، اختبار ديناميكا الذاكرة، سيصبح واضحاً، أنماط التدمير الذاتي، معقّد، اعتقد أنه يثير، مضحك في أغلب الأحيان، وبأهمية جداً، عملي جداً.
أمثلة لكلمات تخلق بعض المشاكل:
إن التعابير الجافة وغير الملائمة التي لا تركز على الفائدة المتوخاة من البحث (ستقوم بإثارة الملل لدى الحاضرين المحتملين). وإن استعمال التعابير المنمقة التي تقرأ مثل أي إعلان تجاري (ستقابل بالرفض منهم أيضاً).
الخطوة الثالثة: المستخلص:
الهـدف من الخطوة: إن تظهر لصاحب القرار أن مادة بحثك صحيحة بشكل احترافي.
كيف نفعل ذلك…؟
بتعابير تقنية علمية حتى لو كانت جافة، كما هو الحال عند كتابة ملخصات البحوث في المجلات العلمية، لذا فقارئ بحثك (إن كان متوجساً) الذي لا يعرف شيء عن مادة البحث سيتفاعل مع المستخلص ويقول في داخل نفسه “يبدو أن هذا البحث نظري في الأقل وله أساس بحثي، يبدو أنه سيكون أمراً ذا علاقة سريرية بالأطباء السريريون، حتى إن لم أكن أنا على وجه التحديد، وإن التوضيحات المناسبة حول الطبيعة التجريبية لهذا الأساس قد تم تضمينها“.
الاختلاف بين الوصف والمستخلص:
الوصف هو دعوة لإثارة الفضول لدى القارئ ولها غرض رئيس هو الحصول على دعم القراء أو الحاضرين لحضور مقترح بحثك. أما المستخلص فيقرأ بوصفه مستخلص لمجلة علمية وله غرض رئيس هو إرضاء المختصين بأنك تستطيع العمل بشكل موثوق به ومحترف عند تقديم المادّة العلمية مع حدّ أدنى من المنهج التجريبي. تذكّر بأنّه إذا طلب منك كتابة مستخلص بالإضافة إلى الوصف، فالمستخلص هو وثيقة علمية لذا لا تقلق عن مدى كون مادته جافة – فلن يستعمل بوصفه مادة دعائية أو إعلانية.
الخطوة الرابعة: الأهداف والأهداف الخاصة:
الهـدف من الخطوة: إحداث توقّعات التعلّم التي تمّ تحديدها بشكل سلوكي.
(أي تحويل المفاهيم أنفة الذكر في الخطوة الثانية – الوصف – إلى مادة يمكن قياسها وتحديدها عن طريق الأهداف التي تروم التوصل إليها).
كيف نفعل ذلك…؟
قم بتحويل كلّ عبارة تخدم البحث ممن كتبت في الخطوة الثانية إلى عبارة واحدة أو أكثر عن السلوكيات القابلة للقياس والمحددة التي يمكن تقييمها باختبار بعدي.
المفتــاح:
تحويل المفاهيم إلى سلوكيات قابلة للقياس التي يمكن تقييمها بسهولة باختبار بعدي Post-Test.
التعليمات:
الأهداف هي سلوك قابل للقياس وليست أهداف عامّة Aims. الأهداف البارعة هي تلك التي تعير نفسها لأسئلة الاختبار ألبعدي. والأهداف القصيرة من حيث الصياغة أفضل لأن القارئين أو الحاضرين في مؤتمر معين مثلاً، عليهم أن يكتبوا كلّ هدف في فراغ صغير جداً في استمارة التقييم الخاصة بهم.
اللاءات الثلاثة:
- لا تكتب كلمات كثيرة لا يمكن قياسها.
- لا تكتب مصطلحات تقنية إضافية لا طائل منها.
- لا تكتب ما لا يمكن تحقيقه عن طريق أهداف بحثك (أي أن تفترض مثلاً وجود علاقة بين متغيرين مستندة على نظرية معينة – تبنيتها أنت – ومن ثم تناقض نفسك بنفسك عند الخروج بنتائج لا تحقق أهدافك الخاصة) .
الخطوة الخامسة: خطـة البحث (الهيكل التصميمي):
الهـدف من الخطوة: هو أن تنتقي، وترتب بالتعاقب، وأن تضع جدولاً زمنياً لكل موضوع ثانوي سوف تقوم بتغطيته.
كيف نفعل ذلك…؟
أجعل المفاهيم والأهداف العامة والأهداف الخاصة التي كتبتها في الخطوتين (2 و 3) تقودك وتوجهك في انتقاء الهيكل التصميمي للبحث والمنهج الذي ستتبعه في الوصول إلى النتائج المتوخاة (بما في ذلك المسائل البحثية والأخلاقية ذات العلاقة).
أجعل منهجك البحثي يتلاءم وعنوان وأهداف بحثك، ولا تخرج عنه، وعليك أن تصف كلّ خطوة ستتبعها، ويجب أن تقرر جدولاً زمنياً لخطة البحث منذ الموافقة للبدء به وانتهاءً بالنتائج التي ستخرج بها.
لا تستعمل أيّ مفردة غريبة مطلقاً في خطة بحثك! فالمصطلحات التي تستعملها يجب أن تكون مفهومة أصلاً من المتخصصين وغير المختصين، وأن لزم الأمر لاستعمال مثل هذه المفردات أو أي مصطلح تخصصي فيجب تعريفه جيداً في الهيكل التصميمي للبحث.
دع المَراجِع والأدبيات الخاصة بمناهج وطرائق البحث العلمي دليلك في كتابة المنهج الذي ستتبعه هنا. تذكّر أنّ مخطط الهيكل التصميمي للبحث هو أن ترضي مقيمو البحث بأن مقترحك يستحق النظر فيه ومحترف. وتأكد بأنك إن لم تتبع هذه التعليمات فأن مصير مقترح بحثك الرفض بالتأكيد.
المفتــاح:
كتابة خطة البحث بأسلوب علمي مستند على إحدى طرائق ومناهج البحث المعروفة لتحقيق غايات وأهداف البحث وبما يتناسب مع عنوان ووصف البحث.
الخطوة السادسة: الوسائل الإحصائية:
الهـدف من الخطوة: هو أن توضح وتخطّط لأهم الوسائل الإحصائية المتوقع استعمالها لتحقيق أهداف البحث، على أن تكون هذه الوسائل متوافقة مع الهيكل التصميمي للبحث.
كيف نفعل ذلك..؟
أجعل وسائلك الإحصائية قليلة التعقيد، ولا تستخدم وسائلاً لا طائل منها، تعلّم كيف تسخّر الإحصاء لتحقيق أهدافك، ولكن لا تكثر من الجداول التي لا تضر ولا تنفع عند وجودها أو عدم وجودها.
قم بالاطلاع ومراجعة الإحصائيات المستخدمة في البحوث المشابهة لبحثك، حتى تعرف نقاط القوة والضعف فيها، ولكن لا تعتمدها بوصفها معيار أوحد لك في استخدامك للإحصائيات، فحذار من الوقوع في أخطاء وقع بها من سبقك.
أكتب أهم الوسائل التي ستتبعها، استخدم عبارات بسيطة ومفهومة، وابتعد عن الروتين في الإحصائيات على أن لا تبالغ في كثرة الوسائل.
قم بمراجعة دليلك الخاص بمناهج وطرائق البحث العلمي، فلكل منهج وسائله الخاصة به.
المفتــاح:
تحويل البيانات المتوقع الحصول عليها إلى أرقام قابلة للقياس ومعالجتها بالوسائل المناسبة.
تلميحات مهمة:
عند الإشارة إلى إنك سوف تستخدم بعض برامج الحاسوب في معالجة البيانات، فعليك ذكر اسم البرنامج ونسخته وسنة إنتاجه، فهذا جيد….. لكن حذار من الاعتماد 100% على هذه البرامج فعليك التأكد بنفسك من بعض النتائج وذلك باختيار أرقام عشوائية ومعالجتها يدوياً للتوصل إلى أن ما تم استخراجه من نتائج من هذه البرامج هي ذاتها التي تروم الحصول عليها.
الخطوة السابعة: الببليوغرافيا (ثبت المراجع والمصادر):
الهـدف من الخطوة: انتقاء ثلاثة مصادر كحدّ أدنى موثوق منها وذات مصداقية للاستشهاد بها (أو 6 مراجع أو أكثر من المصادر ذات العلاقة الوثيقة ببحثك)، واستعمل صيغة قياسية ونظامية موحّدة في كتابة هذه المراجع – مثل المعايير الخاصة بالجمعية الأمريكية النفسية APA في كتابة المراجع أو أي نظام آخر موثوق منه.
كيف نفعل ذلك:
(ما هي المصادر التي يجب تضمينها وكتابتها حتى تكون مقبولة من أصحاب القرار)…؟
انتقي المراجع التي يستند عليها مقترح بحثك أو المصادر التي تدعم فكرتك والتي يمكن لأصحاب القرار ممن لديهم معلومات قليلة عن المفاهيم التي تطرحها الحصول عليها، أو مصادر عامة في علم النفس لكنها تتضمن فكرتك بشكل جيد.
أذكر أي شيء كتبته بنفسك من كتب أو مقالات أو بحوث لها علاقة بمقترح بحثك الحالي. إن المقالات البحثية المستلة من المجلات العلمية الرصينة مفضلة هنا، على أن يتبعها كتب مرجعية رصينة أيضاً. وأذكر أي مقالات بحثية أو نظرية كتبها علماء مشهود لهم بالرصانة والعلم.
أدرج هذه المعلومات بطريقة أكاديمية علمية منظمة على وفق أحد المعايير المعمول بها (إن معايير APA هي من المعايير المفضلة دولياً).
إحدى الطرائق المشهود لها:
اللقب، الاسم الأول. عنوان الكتاب أو المقالة. [النشر أو المجلد إذا كان المصدر مجلة علمية]. موقع الناشر (المدينة، الولاية)، الاسم: تاريخ النشر.
Author(s) Last name, first name. Book or article title. [Publication & volume if journal citation.] Publisher Location (City, State), Name: Publication or copyright date.
طريقة غير صحيحة:
حذف الاقتباس (المصدر أو المرجع) كليّا أو ذكر العنوان والمؤلف فقط بدون معلومات وتأريخ النشر.
الخطوة الثامنة: الملخص العلمي:
الهـدف من الخطوة: هو تضمين معلومات عن مستوى تعليمك، ورخصتكم لممارسة مهنة ما، وعضوية الجمعيات العلمية والحرفية الإضافية، الخبرة العملية المحترفة، الكتب والبحوث المنشورة، ومقترحات البحوث المسبّقة، …الخ. التي تساعد في تأسيس فكرة أشمل عن مصداقيتك ورؤيتك في تقديم مثل هذه المواضيع.
كيف نفعل ذلك…؟
أكتب معلومات عن نفسك في كلّ من الفئات الآتية – المعلومات الشخصية، توصيف المركز الوظيفي أو العلمي الحالي، الشهادات/ترخيص العمل، الدرجات (ما هي، من أين حصلت عليها، ومتى)، التدريب السابق، عضوية المنظمات والجمعيات العلمية، أدرج قائمة بعروض ومقترحات بحوث سابقة المقدمة إلى جهات علمية مسبقة (إن وجدت)، أسماء الكتب أو المقالات المكتوبة غير المنشورة والمنشورة و/ أو الأشرطة المسجلة لغرض البيع (إن وجدت)، أسماء أيّ منظمات أعطتك تخويلاً كونك مؤهل للقيام بمثل هذه البحوث (إن وجدت) ولا يمكن تقديم أي مقترح بحث بدون هذا الملخص العلمي.
ما هي الفيتا Vita أو بما يسمى بـ Curriculum Vitae CV:
إن الفيتا هو ملخص علمي لسيرتك الذاتية يستخدم في المساعدة على التعرف على حياتك ومؤهلاتك العلمية عند التقديم لمشروع بحثي أو علمي في مجال أو مجالات معينة.
أما Resume فهو ليس بــ: فيتا…. هو وثيقة صممت لتقدم إلى رب عمل محتمل، لذا يجب التفريق بين الفيتا والرزيوم فالفيتا هي علمية أكثر من كونها عملية، أما الرز يوم فهي لغرض القبول في عمل أو وظيفة معينة.
أما السيرة الذاتية Biography فهو ملخص لخلفيتك مكتوب بصيغة الفقرات الإنشائية Paragraph للتعرف عليك وعلى مؤهلاتك بصيغة الكتابة، ولا يمكن قبولها بديلاً عن الفيتا في تقديم مقترحات البحوث.
الخطوة التاسعة: المواد المـلحقة المساعدة:
الهـدف من الخطوة: أجعل مادتك الملحقة المساعدة (إن طلبت منك) متألقة بطريقة تعطي الثقة للقارئ أو المراجع لبحثك بأنه يمكنه الثقة بإمكانياتك وبأنك تستطيع معالجة التفاصيل اللوجستية لتكملة بحثك.
كيف نفعل ذلك…؟
- لا تعتقد أبدا أنّك تستطيع أن تتخلص من عدم تقديمك جزءاً من الكلف التخمينية للشروع بالبحث المقترح وتكملته (حتى أن كان ذلك لتقديم رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه). فهذا سيترجم بأنك لا تعرف كيف ستنجز أعمال بحثك، وكم سيكلفك هذا البحث كحدّ أدنى، وستكون هذه علامة ضدّك في عيون القارئ أو المراجع.
- أكمل صفحات الأغلفة Cover Sheets لكل موضوع دائما بالكامل، تذكّر أن تستنسخ كلّ نسخ البحث والمواد الأخرى المطلوبة منك بالعدد الكافي، وكقاعدة عامة، لا تعطي أيّ شيء لا يطلب منك.
- لتقديم مقترحات البحوث لأي مؤتمر أو ندوة علمية، أرفق معها دعوة المشاركة بالمؤتمر، سيرتك الذاتية الفيتا وأعلى شهادة لديك مدعومة بالكلف التخمينية لإنجاز البحث (بهذا ستكون على أرضية صلبة جداً ومتحضراً لأي طلب بتقديم أي وثيقة تحت يدك).
نصائـــــح:
قد يطلب منك أنواع مختلفة من المواد الملحقة المساعدة أحياناً عند تقديم مقترحات البحوث. فلا تحاول أبداً التملص من حذف أيّ مادّة مطلوبة. إذ أن القيام بذلك سوف يقلل من مصداقيتك مع مقيمو المقترح.. وفي هذا المنحى:
- قم دائماً بتدقيق موادك المقدمة إملائياً ولغوياً.
- أجعل طباعتك للمواد بطريقة حرفية جذابة، إذ أن الأخطاء المطبعية تضع مصداقيتك موضع الشكّ، وتعطي تلميحاً بأنك غير حريص على عملك.
- استخدم المواد الملحقة المساعدة لربطها مع مقترح بحثك عند التقديم لمؤتمر معينة أو ندوة علمية تدعى إليها.
- أرفق طي موادك الملحقة بيوغرافيا (فقرة واحدة فقط) عن نفسك لتستخدم عند تقديمك لإلقاء بحثك (تذكر إن هذه البيوغرافيا هي ليست فيتا).
ولا تنسى أن تذكر كيفية الاتصال بك:
العنوان، البريد الإلكتروني، الهاتف، الفاكس (إن وجد)، أجعل من الاتصال بك سهلاً قدر المستطاع.
الخطوة العاشرة: أكمل عنوانك ووصفك:
الهـدف من الخطوة: إن إتباعك الخطوات أعلاه سوف يساعدك على أن تكون أكثر وضوحاً من أي وقت مضى عما تقدّم من مقترحات.
لذا وبمرور الوقت وفي هذه النقطة من عملية تقديمك مقترح البحث، فأنت في موقع ممتاز الآن لطي المسوّدة الأولية من عنوانك ووصفك ليكونا دقيقين ومغريين بدرجة أكبر.
كيف نفعل ذلك…؟
أسمح للوضوح والحماس الذي أعددته خلال إعداد كلّ المواد في الخطوات أعلاه لضبط صياغة عنوانك ووصفك.
نصائـح:
في الوقت الذي تصل إليه في هذه الخطوة، أسأل نفسك الآن ما الذي تقدمه بالضبط. أسأل نفسك عن المنافع التي ستقدمها بعد إنجاز بحثك المقترح وكيف ستكتب هذه الكلمات بصيغة لا تقبل الرفض من المقيمين. ثمّ، أعد تصميم وصياغة عنوانك ووصفك لعكس هذه المنافع (إن كان ذلك للجانب الأفضل)، ليكون محتوى مقترحك صلباً وموثوقاً منه وأنّ تقديمك لمقترحك سوف لن يكون جافاً أو مملّاً.
عشر نصائح لتتذكرها:
تذكّــر…
- إن كتابة أي مقترح بحث بما في ذلك عنوانه… هو فن من فنون صياغة الكلمات Wordsmith.
- إن ما تقدّمه يجب أن يستهوي القارئ المقيّم لبحثك ويستهويك، وليس أن يستهويك ويستهوي القارئ المقيّم.
- إن الخطوات العشر أنفة الذكر… هي تخطيط وتلميح وليس بديلاً عن مناهج وطرائق البحث العلمي، فأجعل الاثنان مع بعض دليلاك عند كتابة المقترحات البحثية.
- إن التجديد هو في كلّ شيء حتى في طرائق كتابة مقترحات البحوث…. على أن لا تنسى الأطر العامة والمعيارية عند قيامك بالتجديد.
- إن أي مقترح بحث يصادق عليه…. ليس بالضرورة إن يكون قابلاً للتطبيق.. فلا تختر بحثاً من المستحيل تطبيقه.
- الابتعاد عن عناوين البحوث المستهلكة قدر الإمكان.. التي أشبعت بحثاً ودراسة… وأقترب من العناوين المرغوبة.
- إن مقترح البحث The Proposal.. هو بحث بحدّ ذاته… فيجب إعطائه الأهمية نفسها التي نعطيها للبحث بشكله الكامل.
- إن عنوان البحث.. هو نصف البحث.. فانتقه بحذر وإمعان بأبسط الكلمات ولكن بأغناها معنى.
- إن نصف البحث الآخر.. هو المنهج المتبع وطريقة تطبيقه على أرض الواقع لبلوغ الأهداف المتوخاة.
- وأخيراً… تذكّر أن لا تنسى… ما ستتذكره مما سبق..!
بعض المواقع التي قامت بمشاركة مقالتنا أعلاه:
لا تعليق